هل ابتزت نواكشوط الأوربيين بورقة الهجرة- موقع الفكر

 

القائمة

هل ابتزت نواكشوط الأوربيين بورقة الهجرة- موقع الفكر

11/02/2024 - 21:42

مليارات ودعم سياسي وأمني أوربي لموريتانيا في مواجهة "زوارق الموت"

تظهر تصريحات الأمين العام لوزارة الداخلية في موريتانيا محفوظ ولد ابراهيم أن نواكشوط قررت الانتقال في علاقتها مع الأوربيين إلى مستوى تفاوضي أحسن مما كان سائدا، مستفيدة بذلك من تجارب متعددة اتخذت من ورقة المهاجرين وسيلة مهمة لابتزاز الأوربيين.

يخشى الأوربيون على مدنهم من الأمواج الإفريقية العابرة من الشواطئ وخصوصا عبر الضفاف الموريتانية.

وخلال شهر واحد، استقبلت  جزر الكناري لوحدها على غير الاحتفاء والتقدير أكثر من 7.000 مهاجر، غير شرعي، من بينهم قرابة 5.500  قادمون من الضفة الموريتانية، من جنسيات إفريقية متعددة.

ولا يمكن تفسير هذا الحجم الكبير من حركة الهجرة غير الشرعية، دون القول إن موريتانيا لم تعد مستعدة لممارسة دور "حراسة الشواطئ "الأوربية دون تعامل مناسب من الجهة التي تخشى قوافل اللاجئين الأفارقة.

وفوق ذلك كشف الإحصاء الأخير للأجانب أن موريتانيا باتت مستقرا  ومستودعا لعدد كبير من أبناء الجاليات الأفريقية، من ضمنهم على الأقل 150.000  لاجئ،  من مالي يقيمون في مخيم امبرة وضواحيه بمقاطعة باسكنو، ولا يبدو أنهم سيعودون قريبا إلى وطنهم الملتهب.

وقبل أشهر قليلة اتخذت الجهات المانحة قرارا بتوقيف الدعم والعون اللاجئين الأزواديين، والعمل على دمج بعض البرامج الحيوية الموجهة إليهم في الالتزامات الموريتانية، وهو ما يعني مضاعفة الأعباء على هذا البلد الذي يواجه أزمات اقتصادية وتنموية، ويعيش أكثر من ثلث سكانه تحت خط الفقر.

الأمين العام للداخلية.. لا نستفيد من دعم دولي كاف لمواجهة الهجرة

ووفق الأمين العام لوزارة الداخلية محفوظ ولد ابراهيم فإن موريتانيا لا تستفيد من الدعم الدولي المخصص لمحاربة الهجرة، بالقدر الذي يتناسب مع موقعها وجهودها ومع حجم المخاطر التي تواجهها، وهو ما دفعها إلى فتح مفاوضات "جدية وأخوية" مع الجهات الدولية المعنية بالهجرة"

ويظهر بجلاء أن موريتانيا وجدت نفسها في ظل مسارين صعبين، هجرة متفاقمة لشبابها نحو الولايات المتحدة، وهجرة متفاقمة نحو موريتانيا من شباب وأسر ونساء دول إفريقية متعددة.

وتضاعف هذه الهجرة الأخيرة الأعباء الأمنية بشكل خاص على موريتانيا، نظرا لانتشار الجريمة بين صفوف عدد من المهاجرين، إضافة إلى التأثير السلبي لعدد كبير منهم في الاقتصاديات غير المصنفة، كما يتهم عدد من هؤلاء في التورط في نشر المسكرات بين المراهقين الموريتانيين.

كما أن أمواج المهاجرين إلى أوربا حول موريتانيا منذ سنوات إلى بلد عبور لآلاف الشباب من منطقة شمال وغرب إفريقيا، التي تعاني من لهيب الحروب والنزاعات المسلحة، وانعدام فرص الحياة الكريمة، بسبب الجفاف وتقلب المناخ، وفشل السياسيات التنموية في بلدانهم، والحالمين بالفردوس الأوروبي الموعود.

 فجسر روصو ـ الذي بدأ إنشاؤه  مؤخرا ـ  رغم أن له منافع  كثيرة  لأنه الطريق البري الأكثر أمانا  بين شمال إفريقيا وغربها ووسطها نظرا للحروب التي تشهدها  المنطقة وبالتالي يمكن أن يستجلب الاستثمارات وينعش الاقتصاد.

إلا أنه يفرض ضغطا على الجهاز الأمني لأنه المنفذ الوحيد الآمن بين غرب افريقيا وأوربا، فهو سيخلق كذلك  إشكالات أمنية تتعلق بالعابرين عليه وبالتأكيد فالحكومة مطالبة بتأمينه كما تؤمن بقية  الحدود.

في السنوات الأخيرة لم تعد موريتانيا بلد عبور فقط، بل أصبحت  بلد إقامة دائمة أو مؤقتة لعشرات آلاف اللاجئين كذلك، حيث يقيم مثلا في منطقة "امبره" بضاحية باسكنو، أكثر من مائة وخمسين ألف لاجئ مالي، نزحوا من بلادهم بسبب الحرب والنزاعات المسلحة، وفي معظم المدن الموريتانية الكبيرة خاصة نواكشوط ونواذيبو، يقيم آلاف اللاجئين الذين يعمل البعض منهم  في مهن حرة بسيطة، بهدف توفير ما تطلبه عصابات التهريب والتهجير عبر البحر إلى أوروبا.

مطر من الملايين..